...
أرى تنامي العدوانية ...والإجرام... والفسوق ... والتباعد... وانحلال الأُسر..وتفشي الطلاق ...وانتشار الاكتئاب ..والشعور بالضياع ..وتبدد الأمل...والصراخ من الألم في المجتمع... ـ أُراه ـ نتيجة طبيعية لما يحمله العالم من مضامين لا أخلاقية على كل المستويات:
- على مستوى الجريمة أصبح النت الذي صور الجريمة بالبطيء أستاذاً ومعلماً للمجرمين ...وجالبا ( لمتحور ) الإجرام الذي وصل إلى ترقية حية لعالم التفنن الإجرامي على كل المستويات ماديا ومعنويا ..على أرضية واقعية أو إلكترونية ..
- على مستوى الفواحش : نجد أن بيوتاً ليست قليلة أصبحت الملاذ الآمن للعري والسفالة وتشبيب الشهوات وقدح زنادها .... ولا يحتاج هو ، ولا تحتاج هي إلى ستوديو ...فالموبايل أصبح وحدة تصوير كاملة وهو (المُعِد والمخرج والممثل) ...وتتلوّى كالحرباءة في مخدعها وتَتَّجِر بالبشر (بسمه ثمنها كذا...نص عري ثمنه كذا...عري تام. كذا.... ربع علاقة كذا...نصف علاقة بكذا..ثلاث أرباع علاقة بكذا ... علاقة كاملة ثمنها كذا)
.
بِيع الشرفٌ بيعَ السماح ورخص الرماد ...
والأدهى والأمر أن هذا وجد في زمن التبجّح والتوقّح من يدافع عنه وينافح وكأنه يدافع عن شرف وعرض وحق مصان.
.
كم ينبري المتبعون للشهوات ومن يريدونها عِوجا للدفاع المستميت لرد الناقصة إلى الميدان ليعطي دراساً عملياً أن الكلاب تعوي والسفاهة تسير إلى الأمام ..دون أدني تثريب أو جناح..
.
كم يفلسف الطوشي والخصيان أن من تظهر بناحية واحدة من صدرها والناحية الثانية ليست من جسدها أن هذا تفنن وحرية شخصية .
.
كم يجادل أهل الباطل أن خلع (الأندر) و تبادل الشذوذ ..والمثلية ... والخمور ... وتبادل الأزواج والزوجات ..وأخذ قرص من مانع الحمل قبل السهر هو حرية أيضا ..وتقول إحدى الحيزبونات (انتوا مالكم ) هي حره ...
.
فقط أتقمص شخصية بريئة وفطرية وعلى نياتها ـ كما يقولون ـ أسأل سؤالا حسنا هو :
ما الهدف مثل هذه الأعمال التمثيلية ؟! ما الحكمة منها؟ وما الذي تريد أن تروجه؟ !
.
والأشنع أن يشرح بعض علماء السوء المشهد ليبحر من ناحية [رأس الرجاء الصالح بالبرتغال قديما ] ليوصلنا إلى أن هذه الأمور حرية شخصية وأنه لا وصاية لأحد على أحد نافياً ما يحفظه من القرآن الذي فتح الله به بيته وجعله شيئا مذكوراً ( {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 78، 79]
وأن أهم مهور خاطبي الجنة هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقانونه وسنته وأدبه ({التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة: 112]
..
الخلاصة أن بعض المحرمات في الدنيا حلال في الآخرة إلا العري والتعري وكشف اللحوم فهو حرام في الدارين ...وانظر ما يلي:
.
أنت امتنعت عن الأكل والشرب الهنيء وحرمت منه لضيق ذات اليد مع تقديم العمل الصالح يقابله في الآخرة هذه الجائزة:
: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 24]
.
أنت امتنعت عن المسكرات والخمور وجاهدت نفسك فلم تشرب ولم تسكر ؟ ...الجائزة : يقول لك سأسقيك خمرا في الآخرة لكن هذه الخمر أعَدَّتْها لك يد القدرة إعداداً وستكون منزوعة السكر وتوهات العقل بل هي للتلذذ، ولن تكون عدة سنتيات في كعب كأس كخمر الدنيا.. لا وألف لا .......إنها ستكون أنهاراً تجري بالخمر ومعها طوفان أنهار النعم {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]
.
أنت ابتعدت عن النساء في الحرام ؟
ج: لك نساء في الجنة على رأس النساء الجميلات الفاتنات زوجك الآدمية أم أولادك التي يرجعها لك الله بنت [33 سنه] مستوية في السن متمناها في الشكل والطبع ...فالجنة لا يدخلها عجوز ومنزة عن الحيض والنفاس وووو {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ} [الواقعة: 35 - 38] هذا إذا كانت هي وهو على مستوى واحد في الصلاح وإلا اختلفت الدرجة.
.
أنت رجل أعطاك الله من الفحولة ما أعطاك لكنك كسرت هذه الفحولة وهذبتها طاعة لله ؟
ج: الله يعطيك من الحور العين ما الله به عليم : {وَحُورٌ عِينٌ (22) كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ (23) جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الواقعة: 22 - 24]
وقس على ذلك بقية الأمور .
.
كل ما سبق حرام في الدنيا حلال في الآخرة إلا العري وكشف لحوم النساء والعورات فهذا محرم في الدارين ؟
.
الإخاء والصداقة الموجودة بين الأشقياء في المنتج التمثيلي الجديد هو إخاء العداوة وخراب البيوت في الدنيا والآخرة ..ولسنا أعلم من ربنا ...قال تعالى{ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } [الزخرف: 67]
وقال سبحانه :
{ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} [الشعراء: 99 - 103]
.
ج: العري ...التبرج...التصنع...إظهار اللحوم النسائية في الحرام محرم في الدنيا والآخرة ..لأن سترها في الدنيا والآخرة مكرمة ونعمة من الله .....فلا تقولن امرأة إني سترت نفسي في الدنيا وأريد أن تعريني يارب في الآخرة...دي: لا ..لا ..لا لماذا؟
.
لأن الستر والتصون من أنعم نعم الله علينا في الدنيا والآخرة {يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ } [الأعراف: 26، 27]
.
فاللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض...
.
فانتبهوا يا أولي الألباب ...الشيء الوحيد الذي لا بديل عنه هو ستر العورات .
باختصار :
ملابس المرأة تحكي تربية أبيها
وغيرة أخيها
ورجولة زوجها
وحرص والدتها ومتابعتها
وقبل كل ذلك استشعار مراقبة الله تعالى.
يقول بعض الصالحين :
لباس المرأة العاري دليل غضب الله عليها ،؛ لأن آدم وحواء عندما غضب الله منهما بالأكل من الشجرة ..نزع عنهما لباسهما وأراهما سوءاتهما .)
.
السطور الأخيرة أرسلت لي منسوبة للشيخ محمد عواد ...نفعه الله بما كتب ...هذا من بركة العلم (نسبة الكلمات إلى قائلها فتدبر)
تعليقات
إرسال تعليق