كلمتنا: الفرق بين الحبّ والتعصّب!!

 

» لم تكن العصبية في يوم من الأيام جزءاً من الإحساس بالمحبة، أو درجة من درجات الحب، فالحب شعور راقٍ يولّد التضحية والإخلاص والتفاني من أجل المحبوب، سواء كان هذا المحبوب إنساناً، أو جهة عمل، أو وطناً، أو نادياً رياضياً.


» أما «التعصب» فهو سلوك مرفوض تماماً في كل المجالات؛ لأنه باختصار قرين للحقد والكراهية، وسبب من أسباب التفكك والفرقة!


» المحبة كلمة مرادفة للرقي والتطور والأخلاق الحميدة، والعصبية تعني العكس، ومع هذا فإن هناك خلطاً واضحاً بينهما، يدعي البعض أنه يحب وطنه لكنه يتعصب لمنطقة صغيرة في هذا الوطن، ويتعامل مع الأجزاء الأخرى المكملة لهذا الوطن بمبادئ أخرى وأسس مختلفة، تصل أحياناً لدرجة من درجات العداء، حتى وإن انحصر هذا المظهر العدائي في بضع كلمات أو حتى تلميحات!


» لا مانع من أن يحب الإنسان ناديه ويشجعه ويقيم علاقات محبة مع اللاعبين، لكن لا معنى للتعصب الأعمى، ولا داعي للتعامل مع المنافسين وكأنهم خصوم، ولا يفترض أن تتحول المنافسة الشريفة من لعبة داخل مستطيل صغير، إلى مهاترات ومناورات ومعارك بالألسن، وتنابز بالألقاب، لنبتعد عن هدف الرياضة الأسمى، ونقترب كثيراً من عادات أجدادنا العرب أهل الجاهلية الأولى!


»  التعصب الأعمى لا يورث إلا البغضاء والحقد والكراهية المنبوذة التي نرفضها ولا نريدها في هذا الوقت وهذا المكان.


» من المؤسف حقاً أن نلحظ وجود عصبية واختلافات لا داعي لها، ومن غير المعقول ولا المنطقي وجود نوعيات من البشر مازالت تعاني من نظرة تفكيرية ضيقة من هذا النوع، في وقت يعاني فيه مواطـنو القرية من  مشاكل عدة وتحديات حقيقية تواجه الهوية والمستقبل والجيل المقبل.. منتهى السطحيـة في التفكير!


» #مصر هي الاسم الأكبر الذي يستحق كل الحب، وهي المنطقة التي تستحق منا كل تضحية، وهي القبيلة الكبيرة التي تضمنا جميعاً لتتلاشى مقابلها أي قضية أخرى، هي الأم التي نرتمي جميعاً في حضنها، نعشقها تراباً، ونعشقها حكومة، ونعشقها فرقاً ومنتخبات رياضية.. حب يرقى لأعلى درجات العشق الذي تذوب معه أي عصبية من أي نوع كانت.


» جميل أن نعشق قريتنا #كتامه التي نعيش فيها، ولكن الأجمل أن نعشق الدولة التي تضم جميع المصريين.. لا بأس أن نشجع نادياً نحبه، لكن شريطة أن نعشق منتخب الوطن أكثر من أي فريق. 


» وحتى نصل إلى هذه المستويات الراقية من الحب والولاء للوطن، لابد أن نعمل على نبذ جميع الأمور التي تعكّر هذا الصفو، ولن أذيع سراً إذا قلت إن «العصبية والتعصب» سببان «سرطانيان» لانتشار آفات الخلاف والفرقة، فهل نعمل سوياً على اجتثاثهما وهما في مراحلهما الأولي.


» ان العنصرية من عادات الجاهلية الممقوتة التى تذرع فى النفوس بذور البغض والكراهية ؛ العنصرية والعصبية تفرق الأمة وتمزيق وحدتها ولهذا صورها النبى  صلى الله عليه وسلم  بالشيء العفن النتن ؛ فعن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كنا فى غَزاةٍ فكسَع رجلٌ من المهاجرينَ رجلًا من الأنصارِ، فقال الأنصارِيُّ : يا لَلأنصارِ، وقال المهاجرِيُّ : يا للمهاجرينَ، وهم الفريقان أن يقتتلوا فسمِع ذاك رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : « أبدَعوى الجاهليةٍ وأنا بين أظهركم «. ثم قال دَعوها فإنها مُنتِنَةٌ    فنزل قول الله فى ذلك (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا  وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا)



تعليقات